ينظم فرع اتحاد كتاب المغرب ببني ملال ـ الفقيه بن صالح بدعم من المجلس
البلدي لمدينة الفقيه بن صالح احتفاليته الخاصة
بالأعمال الكاملة للشاعر عبد الله راجع . وذلك
يوم الجمعة 27 دجنبر 2013 ، بثانوية التغناري التأهيلية بالفقيه بن صالح ، على الساعة
الثالثة بعد الزوال بقاعة العروض بنفس المؤسسة . يؤطر اللقاء القاص والروائي الحبيب
الدائم ربي ، بمشاركة : صلاح بوسريف ، محمد بودويك ، عبد الغني فوزي ، المحجوب عرفاوي
، عبد الله المتقي ، عبد الواحد كفيح .وستتخلل العروض فواصل موسيقية مع الفنان أحمد
قرقوري ، وقراءات شعرية لبعض أشعار راجع بأفواه القادمين .
ورقة مؤطرة
حفريات القصيدة بين الحياة والكتابة
حين يحترق الشاعر بهذا الكل ، من القاتل ؟
يحضرنا هذا السؤال على صيغته المركبة ، ونحن نعيد
النظر في أعمال الراحل عبد الله راجع الشعرية ، بدءا من ديوانه " الهجرة إلى المدن
السفلى " حيث اغتنت هذه المدن ، ومنها الفقيه بن صالح ـ رصيفه الخام ـ بطاقته
الشعرية المطبوعة بالمكابدة وأفقه التخييلي التواق لقيم مغايرة . وتوالت إصداراته ب"
سلاما وليشربوا البحار " ، منفتحا على التجربة الكليغرافية دون تصالح مع الجاهز
والنمطي في الشكل ، مواصلا مسيرته الشعرية غير المرتكنة للوصفة والتصنيف البارد . وسنده
الرمزي صداقات مع شخوص من الحياة والكتابة ( شكدالي ، عروة بن الورد ، لوركا ..) ،
في توحد عميق بين القيم المغايرة كأصل وامتداد . وعلا كعب الشاعر في ديوانه الثالث
" أياد كانت تسرق القمر " الديوان الذي أسس لنفس ملحمي في قصيدة محتشدة بالحالات
والمواقف ضمن تشخيص حواري ـ ملحمي يليق بالتراجيديات العربية المتعددة الأشكال....
وهو ما يثبت إجمالا، مكانة الشاعر عبد الله الراجع ـ ضمن مسيرة الشعر المغربي والعربي
المعاصرـ التي لا يمكن التغافل عنها أو تجاهلها. فهو شهيد القصيدة المغربية المعاصرة
كما قال عنه رفيقه في مجلة " الثقافة الجديدة " محمد بنيس .
وغير خاف، أن أعماله الشعرية تعززت بشهادة حول شعرية الجيل الذي ينتمي
إليه ( السبعينات من القرن الماضي )؛ طارحا سؤال المنهج والقصيدة في محك نظري متعدد
المنطلقات ( بنيوية تكوينية، شعرية كوهن، الذوق...) ، تعدد يسعى إلى إنصات عميق للنص
. هذا فضلا عن نشاطه الثقافي الذي كان يتنفسه يوميا في مجلة " الثقافة الجديدة
" التي سعت إلى عقلنة الجنون بلغة راجع ضمن أفق حداثي وعقلاني ، وكذا مجلة
" رصيف " التي كانت فضاء للصداقات المعطاء بامتياز . ونسجل هنا سعة صدره
لاحتضان الأصوات القادمة دون صراع جيلي مفتعل ، اسألوا هنا صاحب " عاريا أحضنك
أيها الطين" .
تعدد كان يرعاه الشاعر عبد الله راجع بأعصابه ويغذيه من جسده الذي وسع
كل شيء ماعدا أعضائه !. وهو القائل :
" الشعر هو ما نتنفسه ، ما نقتات عليه ، هو ما نطمح به أن نؤسس عالما جديدا ،
عالما تسود فيه القيم التي ظل الشعر ينادي بها منذ أيام هوميروس إلى الآن
" . كلام يفتح بصرنا على شعراء حقيقيين
تبخروا ، مرابضين هناك في الينابيع التي يغطي عليها عماء العالم . أعني العماء الذي
يوجه البصر والبصيرة .
حين يحترق الشاعر بهذا الكل ، من القاتل ؟؟
نلتقي ـ كمحبة وزوايا على قدر كبير من الحكمة ـ في يوم دراسي حول تجربة هذا الشاعر الإبداعية و
النقدية ، لا لنفك لغزا أو لنتيه في السبل التي لا تفضي إلا لنفسها . ولكن ـ في هدوء
النهر ـ لنؤسس لثقافة الاعتراف وخلق بعض التراكم حول الينابيع الجميلة والعميقة للشعر
والحياة . ونآمل أن تنضاف هذه اللبنة لكل عمل مؤسس ومعبد للطريق : طريق الحياة في الشعر،
لتغدو أفقا .
عن فرع اتحاد كتاب المغرب
لبني ملال ـ الفقيه بن صالح
0 التعليقات :
إرسال تعليق