تميز اليوم الثاني من أيام الدورة الرابعة لمهرجان
كلميم السينمائي ، من 4 الى 7 أكتوبر 2013 ، بعرض الفيلم السينمائي الروائي الطويل
الأول للمخرج المبدع عز العرب العلوي لمحارزي بحضوره ابتداء من الثامنة مساء بقاعة
سينما " الخيمة " ، التي بنيت في الثمانينيات من القرن الماضي . وقد امتلأت
هذه القاعة العتيقة عن آخرها بجمهور غفير من نساء ورجال وشباب مدينة كلميم ، المتعطشين
للفرجة السينمائية ، وزوارها من مختلف أقاليم
وجهات المملكة . ورغم الشروط التقنية للعرض التي لم تكن في مستوى تطلعات مخرج هذا الفيلم
الجميل والمشرف للفيلموغرافيا المغربية داخليا وخارجيا ، في غياب القافلة السينمائية
التابعة للمركز السينمائي المغربي وتقنييها
المحنكين ، فقد تجاوب الجمهور الكولميمي الذي غصت به القاعة ، بقوة ، مع هذا الفيلم
وتمتع بتصويره الجميل وبفضاءاته الطبيعية الأطلسية المختارة بعناية ، كما تمتع بأداء
ممثليه التلقائي وبموسيقاه القوية والمعبرة وبملابسه وحكايته المتمحورة حول تيمة المرأة
وما تتعرض له من قهر وتهميش في مجتمع قبلي ذكوري معزول عن العالم .
ويمكن اعتبار هذا الفيلم المغربي ، الحائز لحد الآن
على العديد من الجوائز داخل المغرب وخارجه ، بمثابة ادانة فنية جميلة وهادئة لعادات
وتقاليد عتيقة تكبل المرأة وتمس بكرامتها وتحد من حريتها وتلغي أنوثتها أحيانا . كما
يمكن اعتباره بمثابة صرخة أو ثورة في وجه الظلم والحيف المجتمعيين تجاه المرأة ، كتبت
بلغة سينمائية بليغة تتكامل فيها أدوات الحكي والتعبير ، من حوار وموسيقى وملابس وماكياج
وتصوير وتشخيص الخ ... ، لتمتع العين والحس والفكر وتخاطب ما هو انساني فينا .
بعد عرض هذا الفيلم السينمائي الجميل تابع جمهور
اليوم الثاني للمهرجان عروض الحصة الثانية لأفلام المسابقة الرسمية بحضور مخرجيها أو
ممثليهم وجلهم شباب هواة في بداية مشوارهم على درب انجاز الأفلام القصيرة . تشكلت الحصة
الثانية من ستة أفلام قصيرة هي على التوالي : " روح التضامن " لمنير نجيب
و " محفظة النجا " لمحمد تسكمين و " أحبك ابني " لمحمد خلال و
" العائد " للمصطفى فرماتي و " وأنا " للحسين شاني و "
7777 " لمهدي الادريسي . وقد تابعها جمهور كبير الى جانب لجنة التحكيم الثلاثية
الأعضاء المكونة من المخرج داوود أولاد السيد والناقد أحمد سيجلماسي والكاتب والاعلامي
عبد الحق الميفراني
.
وتجدر الاشارة الى أن فقرات اليومين الأولين من
برنامج الدورة الرابعة لمهرجان كلميم السينمائي قد نشطها باقتدار وتميز الفاعل الجمعوي
الشاب عبد الرحمان الرغاي عبر لغته العربية الفصيحة ولكنته الحسانية الجميلة ، فتحية
له ولكل الفاعلين الجمعويين وجنود الخفاء وعلى رأسهم مسيري وأعضاء جمعية الشباب المبدع
بكلميم وشركائهم ، الذين لولا تضحياتهم وسهرهم ليل نهار لما خرجت هذه النسخة الرابعة
لمهرجان كلميم السينمائي في حلتها الناجحة الحالية رغم الاكراهات المادية واللوجيستيكية
والعقبات التي يسعى البعض عن طريقها ، بوعي أو بدونه ، الى الحد من اشعاع هذه التظاهرة
السينمائية السنوية التي أصبحت ملكا للمدينة بكل أطيافها من مجتمع مدني ومجالس منتخبة وسلطات محلية وجهوية وأحزاب سياسية وفاعلين اقتصاديين
وسياحيين وغيرهم
.
0 التعليقات :
إرسال تعليق