حيث يؤخذ المتلقي بـ«سحر الهند» ويعيش «ليلة صيف
رحبانية» ويكتشف «تاء الشباب»:
عاش صيف البحرين حفلاً موسيقياً انبعث من سحر الهند،
إذ أفسحت المنامة أفقاً لأطياف من الموسيقى والرقص والأغنيات الهندية في آخر الحفلات
الموسيقية ضمن مهرجان «صيف البحرين» الذي بدأ عده التنازلي في موسمه الخامس ضمن فصل
السياحة الترفيهية بالمنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013، تحت شعار «السياحة ثروتنا،
والبهجة غايتنا. وكان مسرح البحرين الوطني أيضا على موعد مع المدرسة الرحبانية، حيث
الأغنية ذاكرتها الصوتية المشتركة مع الوطن العربي وخارطتها الحميمية التي تختزل
70 عامًا من الأغنيات ورائحة الأرز والجبل اللّبناني في اليوم العالمي للسياحة. كما
عاشت فعاليات مهرجان «تاء الشباب» أقوى لحظاتها مع عدة مواهب خلاقة.
رحلة فنية إلى الهند
على الأنغام البوليودية وعبق الهند العريقة، اختتم
عرض «سحر الهند» عروضه ضمن مهرجان «صيف البحرين» في نسخته الخامسة، وسط تصفيق حار وتبادل
للرقص بين الجمهور الذي تمايل طرباً وفرحاً على المدرجات، وبين الفرقة التي قدمت عروضاً
متنوعة وأغنيات بإيقاع هندي سريع.
قدمت الفرقة رقصات متنوعة، بين الأداء الفردي والأداء
الجماعي، وبين أنغام وإيقاعات متنوعة، هادئة وصاخبة. على أرض مركز البحرين الدولي للمعارض،
ذهبت رحلة الموسيقى في محطتها الأخيرة إلى الهند، حيث روائع العروض والموسيقى والألوان.
وعبر سحر الهند، فاجأ صيف البحرين جمهوره بموسيقى
أفلام بوليوود، وحوّل خشبة المسرح إلى زوبعة جميلة متعددة الأطياف من الرقصات المتقنة
والموسيقى التي تمزج بين أصالة الماضي وتسارع الحاضر، تزينها الأزياء المزركشة والحلي
البديعة والديكورات الغنية والإضاءات الزاهية، ما أضفي عليها رونقاً مميزاً يمتع الجمهور
وينقله إلى عالم آخر مفعم بالحياة.
وسافر جمهور صيف البحرين في رحلة استكشافية عبر
الأزمان، حيث تعرفوا على العادات والتقاليد العريقة والمتنوعة التي اشتُهرت بها ثقافة
الهند منذ القدم، ومن ثم انتقلوا إلى مدينة مومباي الحديثة بكل صخبها وتناقضاتها وشوارعها
التي لا تسكن فيها الحركة أبداً، والتي تندمج التأثيرات الشرقية والغربية وتذوب في
قالب متناغم يخطف الأنفاس ويمنحها روحاً مليئة بالحيوية والحماس تخاطب وتسر أحاسيس
الناظرين.
روائع من الذاكرة الفنية العربيّة
انطلقت «ليلة صيف رحبانيّة» بأولى حفلاتها في منامة
السّياحة بأغنيات وروائع موسيقيّة تعود لذاكرة الزّمن الأصيل. وقدّمت خلال الأمسية،
التي اندرجت في إطار فعاليات المنامة عاصمة للسياحة العربية 2013، سماعيّات جميلة من
أعمال الأخوين الرّحباني ومنصور وإلياس الرّحباني، بالإضافة إلى توزيعات موسيقيّة حداثيّة
تستعيد تاريخ الرّحابنة ولكن بإعداد وتوزيع فنّيّ مغاير يقدّمه كلٌّ من غدي وأسامة
الرّحباني، وبإشراف الفنّان مروان الرّحباني، وقد انبعثت الأغنيات والشّعر المموسق
في أداءات فرديّة، ثنائيّة، ثلاثيّة وحتّى جماعيّة، انسجم فيها أهمّ وألمع نجوم مدرسة
الرّحابنة، وهم: غسّان صليبا (الذي يُعدّ من الأصوات الرّائعة، على مستوى عالٍ من الجمال
الصّوتيّ والكاريزما القويّة)، رونزا (أصغر من انضمّت إلى الكورس قبل أن تواصل طريقها
الفنّي وتحقّق ذاتها)، فادية الحاج (بدأت بانطلاقة قويّة حتّى تمكّنت من تشكيل عالمها
الفنّي الخاصّ)، هبة طوجي (صاحبة إمكانيّات رائعة على صعيد التّمثيل والغناءـ وهي أصغر
بطلة مسرحيّة في مدرسة الرّحابنة)، سيمون عبيد، نادر خوري وإيلي خيّاط (من أجمل الأصوات
وأكثرها إتقانًا، ويمثّلون 3 من فرقة الفرسان الأربعة).
جسدت «ليلة صيف رحبانيّة» صوت المنامة بكلّ ما حمله
الوطن العربيّ من ذكريات مع عالم الرّحابنة في احتفاء بالإبداع، الشّعر، الصّوت والأحلام،
حيث ملامسات إنسانيّة وشعوريّة منفردة، وحيث اختصرت المنامة طريقها إلى العالم، من
خلال 70 عامًا رحبانيًّا فيما يقارب 30 أغنية، بدأ الرّحابنة فيها الأمسية بتوزيع جديد
قام به كلٌّ من غدي وأسامة الرّحباني للنّشيد الملكيّ البحرينيّ كتحيّة لبنانيّة موجّهة
إلى البحرين، أتبعتها مقدّمة موسيقيّة لسفر برلك من تأليف الأخوين الرّحبانيّ. ثم انبعث
الأغنيات تباعًا بدءًا من الأخوين الرّحبانيّ وصولاً إلى الزّمن الحاضر مع نتاجات هذه
المدرسة والأغنيات المرتبطة بمسرحيّاتها، بالإضافة إلى بيانو أسامة الرّحباني ومداخلات
شعريّة كلاميّة قدّمها الفنّان غدي الرّحباني في لمعات شعريّة ورهافة فنّيّة جميلة،
التحمت بعمق مع الموسيقى.
المحيط الكبير والشّاسع من الشّعر والموسيقى اقتبست
منه «ليلة صيف رحبانيّة» العديد من الأعمال التي تشبّت بالأخوين الرّحباني وعاشت معاصرتها
في الوقت ذاته، وفق توزيع أوركستراليّ متألّق، برفقة الفرقة السيمفونيّة الوطنيّة الأوكرانيّة
وبقيادة المايسترو فلاديمير سيرانكو، بالإضافة إلى عشرين من مغنّي الكورال. كان من
تلك الأغنيات: «حيّ الزوّار»، «كل يوم بقلّك صباح الخير»، «نسّم علينا الهوا»، «كنّا
سوا»، «شبّاك حبيبي»، «مراكبنا ع المينا»، «مضويّة»، «وطني بيعرفني» و«ليل ليل ليل»
التي اختتم بها الفنّانون الفصل الأوّل من الحفل. قبل أن تعاود الدّهشة نفسها في الفصل
الثّاني من الحفل الذي بدأ مع «موشّحات شهرزاد»، تلتها «حبيتك وبحبّك»، «موّال ع كتف
المي»، «إيماني ساطع»، «غريبين وليل»، «كان عنّا طاحونة»، «كان الزّمان وكان»، «بيقولوا
زغير بلدي» وأخيرًا «بمجدك احتميت».
السيرة الرحبانية كانت طريق المنامة عاصمة السّياحة
العربيّة للاحتفاء باليوم العالمي للسياحة، بحكايات حملتها ذاكرة الوطن العربي، وبموسيقى
كانت تقول الفرح. تتحسس الماضي الجميل، ولا زالت قادرة على أن تتّسع لكل هذا الجمال،
وكل تلك الموسيقى وذلك الشّعر المفعمين بوعدِ الأمل والحياة.
ألبوم «قاسم حداد .. تقريباً»
من جهة أخرى، أقامت مبادرة «كلنا نقرأ» في جناح
«تاء الشباب5» مراسم تدشين وتوقيع إصدار ألبوم «قاسم حداد .. تقريباً»، بمجمع السيف،
ويجمع الألبوم كل الأغاني التي قدمت مؤخرا في فعالية «المحرق ورشة حياة..» بمركز الشيخ
إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، أثناء حفل احتفائي كبير بالكاتب والشاعر
البحريني قاسم حداد. وقدمت الفعالية الإعلامية فاطمة زمان بحضور الكاتب قاسم حداد وابنه
الموسيقار محمد حداد وأعضاء الفرقة الموسيقية التي غنت الأسبوع الماضي: محمد أسيري،
يوسف الجابري ومحمد الحسن.
وبهذه المناسبة، أكد حداد أن هذه التجربة «ذكرى
لن ينساها، وإحدى أهم وأجمل ذكرياته على الإطلاق، مضيفاً أن «الشباب أضافوا لتجربتي
الإنسانية والشعرية الكثير».
وقال الحسن والجابري: «هذه التجربة غيرت حياتنا،
وأرغمتنا على الدخول في عالم قاسم الخاص»، فيما قال أسيري إنها «تجربة جديدة غيرت من
الرداء التقليدي الذي يسير عليه الشباب، وجعلتهم يدخلون غمار الكلمة الفريدة لفنان
وشاعر بحريني كبير كقاسم».
ويعد «تاء الشباب» مشروعاً ثقافياً تتبناه وزارة
الثقافة لنشر الثقافة في الأوساط الشبابية، ويقوم على مجموعة من الفعاليات ضمن مجالات
ثقافية مختلفة ينظمها الشباب المتطوعون.
ورشة سيناريو
على صعيد آخر، وضمن سلسلة فعاليات مبادرة «بريمير»
في الخامس، قدم السيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد ورشة كتابة السيناريو السينمائي
بعنوان «سيناريو». وشارك السيناريست أحمد خبرته مع الجمهور من خلال عرض مقتطفات سينمائية
لأعمال أجنبية تبرز مجال كتابة السيناريو السينمائي ومدى الإنتاج الفني مع الإخراج
الفاعل، وفي ضوئه تفاعل الحضور بالمشاهدة والمناقشة مع السيناريست فيما يتعلق بمجال
السيناريو والسينما بما أسهم في تبادل الاستفادة.
«الانتصار للجمال»
تحت شعار «الانتصار للجمال»، احتفت مبادرة «درايش»
ضمن مهرجان «تاء الشباب» بمشروعها الأوّل الذي نظمته بالتّعاون مع حلبة البحرين الدوليّة
لسباق السيّارات، وحقّقت من خلال هذا الحدث تصوّرها ومخطّطها لإعادة تدوير الموادّ
التّالفة أو تلك المعدّة للإتلاف من خلال تصميم معماريّ أعاد توظيف الإطارات المستهلكة
وبعض قطع الغيار لإنشاء مساحة تفاعليّة مفتوحة، قام بتصميمها وتنفيذها مجموعة من الشباب
الذين تمكّنوا من إنجاز المشروع خلال أسبوعين فقط.
وقد اتّخذ التّصميم الذي تمّ تنفيذه باستخدام إطارات
السّيارات وقطع الغيار والموادّ الاستهلاكيّة شكل شعار حلبة البحرين الدوليّة لسباق
السيّارات، وتعمّد استثمار جميع الزوايا في مهامّ وظيفيّة متنوّعة ما بينها خشبة المسرح
التي شهدت إقامة حفل موسيقيّ مع فرقة هافانا الشّبابيّة البحرينيّة، بالإضافة إلى العديد
من المسابقات والأنشطة التّفاعليّة مع الجمهور الذي اتّخذ من إطارات السّيّارات مقاعد
وطاولات.
وتضمّن المشروع إلى جانب ذلك، مساحة مخصّصة للعب
الأطفال، ومقهى مصغّرًا، واستوديو للتّصوير الفوتوغرافيّ، ومساحات خضراء مصغّرة، وقد
تواصلت الجهود لخلق فضاء معماريّ ذي مهامّ وظيفيّة متعدّدة تتناسب مع مختلف العائلات
والزوّار، والتي حوّلت المكان في يوم تدشينها إلى مساحات تفاعليّة تناوبت فيها الأنشطة
التّرفيهيّة والثّقافيّة والمسرحيّة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق