بعد مرور ثلاث سنوات على رحيله ترجمة - أحمد فاضل








في السيرة الذاتية التي أصدرها مؤخرا ديفيد شيلدز وشين ساليرنو عن الروائي الأميركي الشهير جيروم ديفيد سالينغر الذي توفي في كانون الثاني 2010 ، اكتشفوا أن الأخير كان قد أودع إحدى خزائن مكتبته خمسة أعمال مخطوطة غير منشورة مذ توقفه عن الكتابة العام 1965 ، ومن المحتمل أن تنضم إلى مجموعة أعماله الروائية التي كان أصدرها قبل توقفه عن الكتابة ابتداء من العام 2015 ، شيلدز وساليرنو في سيرتهما الذاتية المعنونة " سالينغر" أكدا أن بمقدورهما الإعلان عن حلهما للغز الذي ظل حبيس مكتبته أكثر من 5 عقود، وذلك عندما يشرعان بنشر تلك السيرة مع الفيلم الوثائقي الذي عمل عليه ساليرنو مدة 9 سنوات والذي سيعرض في 6  أيلول المقبل من هذا العام بالتزامن مع صدور السيرة التي ستتولى دار نشر سايمون أند شوستر نشرها بالموعد ذاته.
الروايات الخمس تشتمل على بعض أعماله الجديدة وبعضها الآخر تكملة لأعمال سابقة، بعضها يستعيد مثلا شخصية هولدن كولفيلد بطل روايته " ذي كاتشر اين ذي راي" التي بيع منها 60 مليون نسخة، ومن بين هذه الأعمال أيضا خمس قصص جديدة عن عائلة غلاس ضمن سلسلة " فراني أند زوي" ، ورواية أخرى تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية تستند في أحداها إلى زواجه الأول.  
السيرة الجديدة لسالينغر تضمنت 700 صورة نادرة له ورسائل كان قد كتبها وغطى بها بشكل وثيق سنوات الحرب العالمية الثانية التي تركته يعاني من صدمات نفسية كبيرة، احتوت السيرة كذلك على مقابلات جديدة وقديمة مع عديد الكتاب الذين بهرتهم أعماله أمثال توم وولف وغور فيدال ومارك ديفيد تشابمان. 
سالينغر الذي عرف بغموضه وانعزاليته، قد تكون هذه الكتب الخمسة التي ستنشر بعد وفاته هي فعلا مفتاح الحل لذلك اللغز المحير الذي شغل المعجبين به من  قرائه والعديد من النقاد عن تلك السنوات الطويلة التي ظل فيها مختفيا عن الأنظاروعن اللقاءات الصحفية، مع أنه كان أحد أعمدة الرواية الأميركية منذ مطلع الأربعينيات وحتى اعتزاله الكتابة في ستينات القرن الماضي.
من جانبها وبعد نقلها لهذا الخبر قامت صحيفة " ديلي بيست" الأميركية واسعة الإنتشار باستعراض مجموعة من الروايات المهمة لكبار الأدباء صدرت بعد رحيلهم بسنوات دون أن يحظوا برؤيتها أسوة بالكتب الخمسة لسالينغر، وكأنه تقليد أدبي حرص عليه أولئك الكتاب العظام بمفاجأة القارئ حتى بعد رحيلهم إلى الدار الأخرة.
هنا بعض تلك الكتب التي استعرضتها" ديلي بيست " ابتدأت برواية " المحاكمة " لفرانز كافكا التي نشرها صديقه ماكس برود متحديا إرادته بحرقها وعدد آخر من أعماله بعد وفاته بسبب مرض السل وهو في الأربعين من العمر .
أما رواية " الملك الشاحب" لديفيد فوستر والاس فهي لاتختلف بأحداث نشرها عن رواية " المحاكمة" لكافكا، حيث أشرف على إصدارها صديقه مايكل بيتش بعد رحيل والاس التراجيدي بانتحاره شنقا العام 2008  ، ومع أنه قد أنهى كتابتها على آلته الكاتبة بخمسمائة صفحة، إلا أنه لم يتسن له نشرها، الرواية حازت على جائزة البوليتزر العام 2011 وما زالت تتصدر المكتبات في مبيعاتها .
بعد سبع سنوات من وفاة عملاق الأدب الروسي ليو تولستوي نشرت روايته " الحاج مراد " كاملة العام 1917 بعد تعرضها قبل هذا التاريخ لرفع أجزاء  منها بسبب تناولها قصة حياة المتمرد الشيشاني الشهير الحاج مراد والتي أشاد بها الناقد المعروف هارولد بلوم حيث قال عنها إنها أفضل قصة في العالم .
رواية الكاتب والشاعر التشيلي الأشهر روبرتو بولانو " 2666" تم الإفراج عنها العام 2004 بعد عام من وفاته في مدينة برشلونة الإسبانية عن عمر ناهز الخمسين عاما بسبب مضاعفات مرض الكبد ووصلت ترجمتها الإنكليزية في العام 2008 ، الأمر الذي عزز من مكانة هذا الروائي وفوزه بجائزة الكتاب الوطني عنها .
" السيد ومارغريتاب" رواية الروسي ميخائيل بولجاكوف هي الأخرى تعرضت للحرق بسبب ما كان يعانيه من تعسف السلطة الروسية الحاكمة آنذاك ضد كل ما هو مثقف، حدث هذا العام 1930 لكنه عاد ليكتبها مرة ثانية وليتمها قبل أربعة أسابيع من وفاته العام 1940 ولم تنشر إلا في العام 1967 بعد زوال أسباب منعها .
أما في رواية " في الأصل من لورا : الموت لعبة " للروائي العالمي فلاديمير نابوكوف فقد لا نجد تفسيرا لما أقدم عليه هذا الكاتب العظيم حينما أمر عائلته بإتلافها بعد موته العام 1977 ، لكن ولده الوحيد ديمتري خالف تلك الوصية وطلب من والدته نشرها العام 2009 والتي أثارت لغطا كبيرا لايزال النقاش محتدما حولها حتى الآن، حيث يعتقد العديد من الكتاب والنقاد أن هذا العمل غير المكتمل قد أساء إلى تاريخ نابوكوف الأدبي وكان ينبغي أن لا ينشر أبدا .
في " وليمة متنقلة" لإرنست همنغواي نجدها عبارة عن مذكرات لزيارته باريس مع زوجته الرابعة ماري نشرت العام 1964 بعد ثلاث سنوات من وفاته، تضمنت تلك المذكرات آراءه الشخصية في عدد من أصدقائه الذين وجه لبعضهم انتقادات لاذعة لم يكن يتوقعونها منه .
أما الرواية الأخيرة التي تناولتها" ديلي بيست " كخاتمة لمقالها فهي " الثلاثية الألفية" للروائي السويدي الراحل ستيج ايرلاند لارسون المعروف مهنيا بإسم ستيج لارسون وهو صحفي اشتهر بهذه السلسلة من روايات الجريمة نشرت بعد وفاته في 9  تشرين الثاني 2004 وهو يعيش عامه الخمسين، لارسون كان قد نشر قبل وفاته روايته الشهيرة" الفتاة ذات وشم التنين" التي تحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائي شهير، ومنذ ذلك الحين بيعت من هذه الثلاثية ملايين النسخ تدعي شريكته إيفا جابرلسن أن بحوزتها كمبيوتره المحمول وفيه 200 صفحة من جزء آخر لم ير النور بعد من هذه السلسلة وقد تنشرها فيما بعد.
 
* عن صحيفة ديلي بيست

شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار