فتنة الكرسي .. جديد الروائي عبد الجبار عدوان


فتنة الكرسي، الرواية الرابعة لعبد الجبار عدوان، صدرت عن دار الفارابي في بيروت قبل ايام، تأتي في الوقت المناسب لفهم تاريخي اعمق، لما يدور حولنا وبيننا تباعاً في الدول العربية. الرواية شيقة في السرد وتستقي المعلومات من المراجع المعتمدة، وتفصل لنا حياة العرب قبيل الاسلام، وما كان يدور في بقية العالم، (فارس وبيزنطة، والروم) ثم ننتقل مع شخصياتها واحداثها الى مرحلة ما بعد الاسلام مروراً بتفاصيل أغتيال الخليفة عمر ابن الخطاب، ثم قتل الخليفة  التالي عثمان ابن عفان في عقر داره بالمدينة، وما حدث على اثر ذلك من فتنة وابادة لنصف جيوش المسلمين، وصولاً الى نشأة الخوراج وأغتيالهم للخليفة علي ابن أبي طالب، وذلك بعد ان اعلنوا العصيان، وأثروا سلباً على أهل العراق فكان خذلانهم المتواصل للخليفة علي ولابناءه الحسن والحسين. تلك الاحداث تظهر في الرواية كأقرب ما كانت عليه الظروف سياسياً وعسكرياً واجتماعياً ومعاشياً انذاك.
تبدأ الرواية بغرق سفينة بيزنطية على شواطئ جدة ونجاة غلام واحد من ركابها، جندب، وهناك تصادف وجود عمر ابن الخطاب لشراء الابل المستوردة عبر البحر من السودان، فشاهد الحادث واصطحب الغلام معه الى مكة، وحملوا ما رماه البحر من اخشاب السفينة وحمولتها، حيث استخدم لسقف الكعبة. منذ ذلك الحين اشتدت الصداقة بين الغلام  والشاب عمر وتعرف جندب على اهل مكة وظروف حياتهم ثم سافر مع عمر وابو سفيان ولفيف من اهل مكه في رحلة تجارية الى الشام، حيث يقطن بقية اهله. اكمل جندب تعليمه في الاسكندرية وعاد الى مكة بعد الاسلام ليشارك في عدة فتوحات ومعارك مثل اليرموك ويقدم وصفاً دقيقاً لمجريات المعركة ودور النساء المسلمات فيها. وكان جندب قد نشط في جمع المعلومات عن بيزنطة لصديقه عمر ابن الخطاب، قبل وبعد ان اصبح عمر خليفة للمسلمين، ثم خدم مع الخليفة عثمان ابن عفان. واعتزل جندب الحياة السياسية بعد موقعة صفين، وكان قد زار القسطنطينية مراراً، وعقد معاهدة الهدنة بين والي الشام، معاوية ابن ابي سفيان، وبين الامبراطور البيزنطي قبيل تلك الموقعة.
الرواية من 480 صفحة تنقسم الى 27 فصلاً وهي بذلك تشابه الرواية الاولى للمؤلف، راوي قرطبة، سواء في الحجم او الاسلوب وكثافة المعلومات المقدمة في اسلوب روائي شيق يحول التاريخ الى صيغة ادبيه لا يمل القارئ من مطالعتها واستعراض الاحداث التي تبدو في جوهرها اشبه بحالنا اليوم، ومن هنا اهمية الرواية، فتنة الكرسي، ليسهل علينا فهم سبب تكرار الا نغماس في الفتن، وتحول الربيع العربي الى جحيم قد يلتهم الاخضر واليابس.
فتنة الكرسي لا تنحصر سياسياً وحربياً على احداث الصراع حول الخلافة بعد موت الرسول الكريم، ولكنها تطوف ايضاً على فتن الامبراطورية البيزنطية الكثيرة وفتن اباطرة فارس والصراع الفارسي البيزنطي الذي بشر الرسول الكريم ان بيزنطة ستكون المنتصرة فيه.
المصدر المصدر : القاهرة

نشر: 2013-09-23
شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار