جميلة عبد
الرضا في ديوانها
الجديد سبع مرايا لسماء واحدة :فرات إسبر
جميلة عبد الرضا شاعرة لبنانية ، جاءت بالشعر بكل جماله
بديوانها الأول " أجدل نهراً كي لا أغرق" وصدر
عن دار نلسن ..
ومن بعده اصدرت ديوانها الجد يد "سبع
مرايا سماء واحدة " نصوص
كتبتها جميلة عبد الرضا بلغة شعرية عالية
تنم عن تجربة عميقة في الكتابة فما يشد في ديوانها هذا السبك السحري
للقصائد الموشاة با لأسئلة الجارحة و بلغتها التي تكتب
بها من أرق السهر إلى ارتفاعات الشوق الذي
يصعد عاليا في لغة المرأة الشاعرة .
كي تكون المرأة شاعرة ، لا تحتاج إلى الكثير من الانتاج الشعري . جميلة عبد الرضا اثبتت من تجربتها الأولى بقدرتها على أن تثبت
حضورها الجميل بلغة شعرية عالية تجذب
القارئ إليها
في قصائد جميلة ترى
الحب والجمال والسحر ترى
الامومة الطافية مثل ماء النبع تجذبك
إليها وإلى لغتها الشعرية العالية كما هو في هذا النص :
دنانير الضوء
بقليل ٍ من دنانير الضوء
أشتري للصوت المبحوح أجراس عنب
وأبدل الشجن بآلة طرب
حتى ألمع ابتسامةً
تشدُّ مدن
دمعك
نحو نهوند شرفتي .
هنا تجد خطاب
المرأة الشاعرة التي خرجت عن سياق
العادي الذي لا معنى له في خطاب الرجل
لتصعد بلغتها إلى دنانير الضوء العالية المشرقة لتعبر عما يجول في خاطرها .
في " سبع مرايا لسماء واحدة" يتنوع
الخطاب الشعري، مابين حب وأمومة، تجتمع
فيه الطبيعة والحجر والنهر والفيروز
وسأترك للشعر البقية
تقول جميلة
في نصها
"امرأة
لفيروز اللغة ":
المرأة
التي تغسل الأنهار بعينيها
تسيل
من اناملها صلوات مزامير
ومن زوارق خوخها ينبع شتاء
كلما غسلت نهرا ً
تعاد ُ أمرأة الفصول
تفرش للغة نمنمات ضوء
وتحير ّ نسيان النشوة .
تعددت المواضيع في ديوان جميلة عبدالرضا ما بين الوطن والحب والامومة والشوق والحنين والخطاب بلغته العالية للتعبير عن حب
المرأة الشاعرة وحنينها إلى ما تحب من الحب والحياة وايضا لم تغب الأمومة وعلاقتها بالأم الارض و الوطن وبالأم
الرحم أمها " التي قالت لها في أجمل ما تكون القصيدة :
الساجدات أنفاسهن
أمهات
والساجيات عيوني
زوارق الأسئلة
أنا نصف ملامحي أمي
ونصف
هلالي دمعة من إله التعب
بمجاز
أنهر ٍ عبرت ُ
تسابيحها كشمس في رنة الذهب
وفوق حبق اليدين سجيت ُ.
لا شئ
يعبر عن الشعر سوى الشعرذاته ،
هكذا هي قصائد جميلة عبد الرضا .
سبع مرايا لسماء واحدة
عن دار نلسن للنشر 2015
لوحة الغلاف
الفنانة الأيرانية مرضية دورانديش
0 التعليقات :
إرسال تعليق