د. أفنان القاسم في موعد مع القراء للمحاورة يوم 14 دجنبرالجاري

  
أيها القارئ، أين شجاعتك الأدبية؟ اقرأ هذا المقال، قيّمه، وعلق عليه..
د. أفنان القاسم في موعد مع القراء للمحاورة يوم 14 دجنبرالجاري
        في كل كتاباتي لم أكن الكاتب الذي يريد إرضاء القارئ، وأنا أكتب لا أفكر في القارئ، لا أرسم صورة عن القارئ، وبعد انتهاء الكتابة، أنا لا أطلب من القارئ ألا يكون نفسه، أن يغلق عليه أبواب عالمه. في اعتقادي أن قارئ إنترنت عالمه العالم دون أن يكون بالفعل عالمه العالم، فلسهولة المصادر المرجعية اليوم يصبح التواصل الثقافي صعبًا، وتجعل صعوبة التواصل الثقافي منه قارئًا غير جاهز ثقافيًا لتذوق أية قراءة تذوقه لحبة كمثرى، وبالتالي غير قادر على المحاورة.
        هذا الوضع المشئوم للقارئ وللكاتب (للقارئة وللكاتبة، اللغة العربية بطريركية شيزوفرينية، فماذا أفعل؟) يدفع الأول إلى الوقوع في شباك ثقافة المزابل ككتابات سامي الذيب مثلاً، ويدفع الثاني إلى الهروب من كل مواجهة أو حوار بين كاتب وقارئ وبين كاتب وكاتب ككل كتاب الحوار المتمدن، وبأنانية تكفي أنا كاتب الحوار المتمدن بما يجده من تبريرات ليس أولها انعدام الوقت وليس آخرها عدم قراءة زميله. اسْأَلْ، من هذه الناحية، كاتب الحوار المتمدن إذا ما قرأني وأنا الكاتب لأكثر من ستين كتابًا، اسأل قارئ الحوار المتمدن لماذا عند نقدي لإميل حبيبي قارن بيني وبين إميل حبيبي مقارنته بين برغوث وفيل، بينما لو قرأني هذا القارئ (هذه القارئة، فصاحبة المقارنة قارئة ألقتها هكذا من غير سوء نية على الإطلاق)، لو قرأني هذا الكاتب (هذه الكاتبة)، لما ترك ذكاءه يسقط في أحابيل مؤسسة الخطاب السائد، الجاثم على صدورنا منذ المعلقات.
        لنسلم بالأمر، حبيبي فيل، ولكني أنا فيلان: هل أعاد حبيبي كتابة شكسبير؟ هل أعاد حبيبي كتابة بيكيت؟ هل أعاد حبيبي كتابة ساد؟ هل أعاد حبيبي كتابة همنغواي؟ هل أعاد حبيبي كتابة ابن طفيل؟ هل أعاد حبيبي كتابة فلوبير؟ هل قلب حبيبي نبي جبران خليل جبران على قدميه؟ هل قلب حبيبي جلجامش والتوراة والإنجيل على أقدامها؟ هل كتب حبيبي أضخم رواية عربية؟ هل كتب حبيبي أضخم سلسلة روائية عن الربيع العربي؟ هل أرخ حبيبي روائيًا للمسألة الفلسطينية منذ نشأتها إلى اليوم؟ هل أسس حبيبي في النقد العربي أقل الأقل من رؤى جديدة ومعايير جديدة وأدوات جديدة؟ هل ترك حبيبي في الشعر ما تركت من دواوين، في المسرح ما تركت من مسرحيات، في القصة ما تركت من مجموعات؟ ربما تزوج حبيبي السياسة كما تزوجت، ولكنه لم يطلّق كما طلّقت، ولم يقف مع العصاة بقلمه وعصاه كما وقفت في وجه أقمار السلطة.
        إذن المقارنة السريعة بين كاتبين نعرف الواحد ولا نعرف الآخر فيها من الإجحاف والظلم والعبث بالورد ما لم تعرفه المحاكم الأدبية والجنائية، هذا لا يعني أنني لا أنحني إجلالاً لشاعر كتب عشر قصائد أو لروائي لم يكتب سوى رواية واحدة، فلكل قصيدة أيًا كان مستواها قيمتها، ولكل رواية أيًا كان مضمونها خصوصيتها، حتى أنني أبتعد أكثر عندما أقول لكل كلمة يكتبها مجهول أثرها في كتابة أكبر كاتب، وأنا، في هذه الدعوة إلى المحاورة، المجهول الكاتب لعشرات الكتب، المجهول/المتجاهَل، لا أريد أن أترك أثرًا في كتابة أحد، لا يهمني بتاتًا أن أترك أثرًا في كتابة أحد، يهمني أن يترك القارئ والكاتب أثرًا في كتابتي، فأقول القارئ موجود، والكاتب موجود، والحوار ممكن في زمن يعيش الناس فيه بلا وجوه.
        أيها القارئ، كن محبًا للمغامرة ولا تكن محبًا للمغايرة!
        أيها الكاتب، مارس الحرية ولا تمارس العادة السرية!
* رابط موقع الحوار المتمدن


شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار