تكريم المخرج لطيف لحلو بمهرجان القنيطرة السينمائي
في التفاتة لها أكثر من دلالة ، يخصص مهرجان سبو
الثامن للفيلم القصير بالقنيطرة فقرتان في برنامجه العام للاحتفاء بالمخرج لطيف لحلو
، أحد قيدومي السينمائيين المغاربة . الفقرة الأولى تكريمية ، يتضمنها حفل الافتتاح
مساء الأربعاء 21 ماي 2014 ابتداء من الثامنة بقاعة الندوات ببلدية المدينة ، تلقى
فيها شهادات في حق المكرم وتقدم له هدايا رمزية ويعرض شريط سمعي بصري قصير يذكر بأهم
محطات مسيرته السينمائية وتختم بعرض أحد أفلامه القصيرة : " سين أكفاي "
(22د) من انتاج المركز السينمائي المغربي سنة 1967 وتصوير محمد عبد الرحمان التازي
واخراج لطيف لحلو. أما الفقرة الثانية فهي عبارة عن لقاء مفتوح معه حول تجربته السينمائية
الطويلة ، تحتضنه قاعة فندق معمورة صباح الخميس ابتداء من العاشرة ، وهذا اللقاء هو
بمثابة درس أو ماستر كلاس لفائدة المخرجين الشباب المشاركين بأفلامهم في المسابقة الرسمية
وغيرهم من ضيوف المهرجان ورواده .
فيما يلي ورقة تعرف بجوانب من السيرة الفنية لهذا
السينمائي الكبير
:
الرائد لطيف لحلو : أكثر من نصف قرن في خدمة السينما
يعتبر لطيف لحلو رائدا من رواد السينما بالمغرب
، فعطاءاته كموضب ومخرج ومنتج ومقاول سينمائي وصاحب رأي وغير ذلك انطلقت منذ مطلع الستينات
من القرن الماضي ولا زال رغم بلوغه سن الخامسة والسبعون يمارس عشقه للسينما عبر الانتاج
والابداع والمشاركة في بعض الندوات والمهرجانات واللقاءات السينمائية التي تنظم في
مختلف أرجاء البلاد
.
ومعلوم أنه من مواليد مدينة الجديدة يوم 3 أبريل
1939 ، تابع بعد البكالوريا دروسا في السوسيولوجيا من 1957 الى 1959 بجامعة
السوربون ، وبالموازاة مع ذلك التحق بمعهد الدراسات السينمائية العليا بباريس وتخرج
منه سنة 1959 بدبلوم في المونطاج (الفوج 14).
بعد عودته الى المغرب اشتغل بالمركز السينمائي المغربي
كموظف ابتداء من سنة 1960 وركب لفائدة هذه المؤسسة العمومية الوصية على قطاع السينما
ببلادنا مجموعة من الأفلام القصيرة والروبورتاجات
السينمائية تتمحور مواضيعها حول الحياة في البادية المغربية ، كما نشر مقالات ودراسات
بالمجلات الوطنية والأجنبية حول السينما المغربية .
اضطلع ابتداء من سنة 1965 بمهمة مدير البرامج بالتلفزة المغربية وأخرج
لفائدة هذه الأخيرة سلسلتين وثائقيتين ومجموعة من السهرات المباشرة ، وعاد سنة
1967 الى المركز السينمائي المغربي كمخرج وموضب رئيسي ، وفي سنة 1972 استقال من وظيفته
وأسس رفقة مجموعة من المهنيين شركة " سينيتيليما " التي قطعت أشواطا مهمة
في تطورها وأصبحت حاليا من بين الشركات الكبرى بالمغرب التي تتوفر على آليات حديثة
لتصوير الأفلام وتوضيبها وعلى تقنيين متخصصين من أجل تقديم خدمات في الانتاج وتنفيذه
وادارته وغير ذلك من العمليات المرتبطة بانجاز الأفلام السينمائية والتلفزيونية والوصلات
الاشهارية
...
نزل مؤخرا الى القاعات السينمائية فيلمه الجديد " عيد الميلاد
" (2013) ، الذي يعتبر الخامس في صنف الأفلام الروائية الطويلة التي وقعها كمخرج
، بعد " الدار الكبيرة " (2009) و " سميرة في الضيعة " (2007)
و " غراميات " (1986) و " شمس الربيع " (1969) ، وهذا الفيلم الأخير
(أي فيلمه الروائي الطويل الأول) الذي قام ببطولته الممثل الراحل حميدو بنمسعود
(1935 – 2013) شكل احدى البدايات الموفقة ابداعيا للسينما المغربية الى جانب فيلم
" وشمة " (1970) لحميد بناني وأفلام أخرى .
لا تتضمن فيلموغرافيا لطيف لحلو كمخرج هذه العناوين
الخمسة فحسب بل أخرج للتلفزيون المغربي (قناة دوزيم) فيلما متميزا بعنوان " حيط
الرمل " (2003) وآخر بعنوان " كاتب تحت الطلب " (2005) ، كما أخرج منذ
سنة 1962 مجموعة من الأعمال الوثائقية لفائدة المركز السينمائي المغربي ومؤسسات عمومية
وخاصة نذكر منها على سبيل المثال " وازرعوا الشمندر " (1963) و " سين
أكفاي " (1967) و " المغرب أرض الرجال " (1972) و " اللوكوس
" (1974) و " الغرب ماضي وحاضر " (1976) و " زراعة القمح بتادلة
" (1981)
...
وعلى مستوى المونطاج ركب لطيف لحلو الأفلام القصيرة
التالية : " من أجل لقمة عيش " (1960) من اخراج العربي بناني و " الحفل
الكبير باملشيل " (1961) من اخراج عبد العزيز الرمضاني و " شجرة الزيتون
" (1962) من اخراج الراحل العربي بنشقرون و " الجديدة " (1964) من اخراج
محمد بن عبد الواحد التازي و" صيادو السمك بآسفي " (1964) من اخراج عبد العزيز
الرمضاني و " المكتب الشريف للفوسفاط : أسرة كبيرة " (1964) للراحل العربي
بنشقرون ، وكلها من انتاج المركز السينمائي المغربي .
وعلى مستوى الانتاج (أو ادارته أوتنفيذه أوالمشاركة
فيه) دخلت شركته " سينيتيليما " كطرف في العملية الانتاجية لمجموعة من الأفلام
المغربية والأجنبية نذكر منها الأفلام الروائية الطويلة : " حرب البترول لن تقع
" (1974) من اخراج سهيل بنبركة و" خيول الحظ " (1995) من اخراج الجيلالي
فرحاتي و " وجها لوجه " (2003) من اخراج عبد القادر لقطع و " الأجنحة
المنكسرة " (2004) من اخراج مجيد رشيش و "ماروك " (2005) من اخراج ليلى
المراكشي ، والأفلام القصيرة : " لعبة القدر " (1993) من اخراج عمر الشرايبي
و " همسات " (1998) من اخراج حكيم بلعباس و " على جناح السلامة
" (2001) من اخراج عزيز السالمي ، والفيلم التلفزيوني " سعيدة "
(2001) من اخراج مجيد رشيش . وفي الشق الأجنبي هناك ما يفوق عشرة أفلام ، صورت جزئيا أو كليا بالمغرب ، نذكر منها
على سبيل المثال العنوانان التاليان :
" بعيدا " (2000) من اخراج أندري تيشيني و " مقهى الشاطىء "
(2000) من اخراج بونوا كرافان ...
تجدر الاشارة في الأخير الى أن تكريم الأستاذ لطيف
لحلو يوم الأربعاء 21 ماي الجاري ، ابتداء من الثامنة مساء بقاعة الندوات ببلدية القنيطرة
، في حفل افتتاح الدورة الثامنة لمهرجان سبو للفيلم القصير ، يعتبر بمثابة تكريم لجيل
الرواد السينمائيين المغاربة بأكمله ، كما يعتبر تكريما لأكثر من نصف قرن من تاريخ
الممارسة السينمائية بالمغرب بما لها وما عليها ، فتحية حارة للرائد لطيف لحلو بمناسبة
هذا الاحتفاء النبيل
أحمد سيجلماسي
0 التعليقات :
إرسال تعليق