معرض لندن للكتاب.. الركود الاقتصادي يترك بصماته
مشاركة عربية واسعة وغياب مصري
لندن: فاضل السلطاني الدورة الثالثة والأربعون لمعرض لندن الدولي للكتاب، التي انتهت أول من أمس، كانت باهتة إلى حد كبير. وحين تسأل عن السبب يقولون إنه برهان آخر على تراجع مستوى القراءة، سواء بالنسبة للكتاب الورقي أو الإلكتروني، فالركود الاقتصادي، وإن تراجع بعض الشيء، ما يزال شبحه يجول في أوروبا، ووسائل الاتصال الاجتماعية في أوج صعودها المتسارع. في دورات سابقة، كان قلما يجد المرء موطئا لقدمه، وكانت الأجنحة والأروقة تعج بحركة الزائرين وممثلي دور النشر وعاقدي صفقات الكتب. لم نلحظ شيئا من ذلك النشاط المحموم في هذه الدورة، وكان عدد الزوار، وخاصة الشباب ضعيفا إلى درجة كبيرة، والأجنحة فارغة تقريبا.
ومعرض لندن هو بالأساس ليس مخصصا لبيع الكتب للأفراد، مثله مثل المعارض الكبيرة الأخرى، مثل معرض فرانكفورت، بل مكان لعقد الصفقات، وشراء حقوق النشر والترجمة. ولكنه يبقى بالنسبة لمحبي الكتب من الأفراد المكان الأشمل الذي يمكن من خلاله تتبع حركة الكتاب، والإصدارات الأجنبية الجديدة، بالإضافة إلى حضور الفعاليات الثقافية المختلفة، التي ينظمها البلد المضيف، وهي كثيرة ومتنوعة، ولكن بجمهور ضعيف.
ويعتبر المعرض ثاني أكبر معرض في العالم، بعد معرض فرانكفورت في ألمانيا، إذ يشارك فيه سنويا نحو 25 ألف ناشر ووكيل، ومؤسسات حكومية وشبه حكومية، كما من البلدان العربية، ودور نشر عالمية كبيرة وصغيرة يطلق عليها «دور النشر المستقلة». وخصصت قاعتان ضخمتان للمعرض في منطقة «إيرلز كورت».
وبالإضافة إلى الكتب الورقية، هناك بالطبع عالم النشر الإلكتروني، والإنتاج الجديد من الديجيتال والسوفت وير وبقية البرامج الإلكترونية. وحضرت شركة مثل «دي إتش إل» المتخصصة بالبريد السريع لتروج لتقديم خدمات متطورة في توصيل الكتب إلى الزبائن. كذلك حضرت شركة غوغل، التي دخلت عالم النشر أخيرا بقوة، وباتت تهدد مكتبات عريقة من خلال شراء محتوياتها الرقمية.
ضيفة شرف هذه الدورة هي كوريا الجنوبية. وقد أثار هذا الاختيار دهشة الكثيرين نظرا لغياب هذا البلد عن سوق الكتاب العالمي، وعدم اطلاع الكثيرين على إنتاجه الأدبي. ولكننا نعرف من خلال الأدبيات والنشرات المعروضة في جناح كوريا الجنوبية الواسع، إذ يشارك فيه حوالي 20 ناشرا تحت شعار «كتب تفتح العقل، وأبواب تفتح المستقبل» أن حجم سوق النشر يبلغ نحو 2.7 مليار دولار، مما يجعله ضمن أكبر عشرة أسواق للكتب في العالم.
عربيا، حضرت أغلب البلدان العربية مثل لبنان والسعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت، وغابت مصر عن هذه الدورة، كما عادت بعض الدول للمشاركة بعد انقطاع.
كان جناح السعودية هو الأكبر، إذ احتل مساحة واسعة نسبيا قياسا بالمشاركات العربية الأخرى، نحو 120 مترا مربعا، وبمشاركة عارضين أكثر من الدورات السابقة. وكان الجناح مزودا أيضا بتقنيات عرض حديثة عن معالم السعودية وتراثها وتطورها. وقد نظمت الجناح الملحقية الثقافية في سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة البريطانية. واشتركت في المعرض مؤسسات مثل وزارة التعليم العالي، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وجمعية الناشرين السعوديين، ودور نشر خاصة مثل مكتبة العبيكان، ودارة الملك عبد العزيز، والدار العالمية للكتاب الإسلامي، ودار «المريخ»، ومكتبة الرشد. وفي النشر الإلكتروني، اشتركت دار «سيما».
وضمن جناح لبنان، شاركت دور نشر عدة مثلتها «نقابة اتحاد الناشرين اللبنانيين» مثل «مركز دراسات الوحدة العربية، و«الدار العربية للعلوم»، ودار «المؤلف» و«المركز العربي للأبحاث والدراسات»، و«مكتبة لبنان»، و«مكتبة جروس برس»».
ويلاحظ ناصر عاصي، عضو مجلس النقابة ورئيس لجنة المعارض العربية والدولية، أن الإقبال كان ضعيفا، وأن الكتب المطلوب ترجمتها كانت أقل بقليل مما في الدورات السابقة. وفي رأيه أن ذلك عائد لتراجع نسبة القراءة عالميا، وأن معرض فرانكفورت في دورته للعام الماضي لم يكن أحسن حالا من معرض لندن.
أما مشاركة الإمارات فتمثلت في «مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية»، أبوظبي، عبر إصداراته التي كان معظمها بالإنجليزية. وحضرت الشارقة عبر دائرة الثقافة والإعلام، التي تشارك في معرض لندن سنويا، بكتب عربية وإنجليزية. وأحد الأهداف الرئيسة لمشاركتها، كما يقول المسؤولون عن الجناح، هو الترويج لمعرض الشارقة الدولي للكتاب. وما يميز هذا الجناح هو عرضه لمشروع «ثقافة بلا حدود»، الذي بدأ عام 2008، ووزع 13.000 من مجموع 42.000 كتاب وهو الهدف المطلوب.
وشاركت قطر عبر ست مؤسسات هي «هيئة متاحف قطر» و«مؤسسة قطر - دار بلومزبري»، و«مركز الجزيرة للدراسات»، ووزارة الخارجية، ووزارة الأوقاف، والهيئة العامة للسياحة. ولم تشارك دور خاصة. وتشارك قطر في هذا المعرض منذ 2008، حين كانت الدول العربية ضيف شرف، لكنها غابت السنة الماضية.
ومن بين الدول العربية الأخرى، شاركت الكويت، ممثلة بـ«مركز البحوث والدراسات الكويتية»، التابع لمجلس الوزراء، بجناح صغير جدا، وبمعروضات قليلة أيضا، والبحرين ممثلة بوزارة الثقافة، التي، بتنسيق مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عرضت عددا من الكتب الجديدة لمؤلفين ومترجمين بحرينيين.
ومعرض لندن هو بالأساس ليس مخصصا لبيع الكتب للأفراد، مثله مثل المعارض الكبيرة الأخرى، مثل معرض فرانكفورت، بل مكان لعقد الصفقات، وشراء حقوق النشر والترجمة. ولكنه يبقى بالنسبة لمحبي الكتب من الأفراد المكان الأشمل الذي يمكن من خلاله تتبع حركة الكتاب، والإصدارات الأجنبية الجديدة، بالإضافة إلى حضور الفعاليات الثقافية المختلفة، التي ينظمها البلد المضيف، وهي كثيرة ومتنوعة، ولكن بجمهور ضعيف.
ويعتبر المعرض ثاني أكبر معرض في العالم، بعد معرض فرانكفورت في ألمانيا، إذ يشارك فيه سنويا نحو 25 ألف ناشر ووكيل، ومؤسسات حكومية وشبه حكومية، كما من البلدان العربية، ودور نشر عالمية كبيرة وصغيرة يطلق عليها «دور النشر المستقلة». وخصصت قاعتان ضخمتان للمعرض في منطقة «إيرلز كورت».
وبالإضافة إلى الكتب الورقية، هناك بالطبع عالم النشر الإلكتروني، والإنتاج الجديد من الديجيتال والسوفت وير وبقية البرامج الإلكترونية. وحضرت شركة مثل «دي إتش إل» المتخصصة بالبريد السريع لتروج لتقديم خدمات متطورة في توصيل الكتب إلى الزبائن. كذلك حضرت شركة غوغل، التي دخلت عالم النشر أخيرا بقوة، وباتت تهدد مكتبات عريقة من خلال شراء محتوياتها الرقمية.
ضيفة شرف هذه الدورة هي كوريا الجنوبية. وقد أثار هذا الاختيار دهشة الكثيرين نظرا لغياب هذا البلد عن سوق الكتاب العالمي، وعدم اطلاع الكثيرين على إنتاجه الأدبي. ولكننا نعرف من خلال الأدبيات والنشرات المعروضة في جناح كوريا الجنوبية الواسع، إذ يشارك فيه حوالي 20 ناشرا تحت شعار «كتب تفتح العقل، وأبواب تفتح المستقبل» أن حجم سوق النشر يبلغ نحو 2.7 مليار دولار، مما يجعله ضمن أكبر عشرة أسواق للكتب في العالم.
عربيا، حضرت أغلب البلدان العربية مثل لبنان والسعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت، وغابت مصر عن هذه الدورة، كما عادت بعض الدول للمشاركة بعد انقطاع.
كان جناح السعودية هو الأكبر، إذ احتل مساحة واسعة نسبيا قياسا بالمشاركات العربية الأخرى، نحو 120 مترا مربعا، وبمشاركة عارضين أكثر من الدورات السابقة. وكان الجناح مزودا أيضا بتقنيات عرض حديثة عن معالم السعودية وتراثها وتطورها. وقد نظمت الجناح الملحقية الثقافية في سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة البريطانية. واشتركت في المعرض مؤسسات مثل وزارة التعليم العالي، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وجمعية الناشرين السعوديين، ودور نشر خاصة مثل مكتبة العبيكان، ودارة الملك عبد العزيز، والدار العالمية للكتاب الإسلامي، ودار «المريخ»، ومكتبة الرشد. وفي النشر الإلكتروني، اشتركت دار «سيما».
وضمن جناح لبنان، شاركت دور نشر عدة مثلتها «نقابة اتحاد الناشرين اللبنانيين» مثل «مركز دراسات الوحدة العربية، و«الدار العربية للعلوم»، ودار «المؤلف» و«المركز العربي للأبحاث والدراسات»، و«مكتبة لبنان»، و«مكتبة جروس برس»».
ويلاحظ ناصر عاصي، عضو مجلس النقابة ورئيس لجنة المعارض العربية والدولية، أن الإقبال كان ضعيفا، وأن الكتب المطلوب ترجمتها كانت أقل بقليل مما في الدورات السابقة. وفي رأيه أن ذلك عائد لتراجع نسبة القراءة عالميا، وأن معرض فرانكفورت في دورته للعام الماضي لم يكن أحسن حالا من معرض لندن.
أما مشاركة الإمارات فتمثلت في «مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية»، أبوظبي، عبر إصداراته التي كان معظمها بالإنجليزية. وحضرت الشارقة عبر دائرة الثقافة والإعلام، التي تشارك في معرض لندن سنويا، بكتب عربية وإنجليزية. وأحد الأهداف الرئيسة لمشاركتها، كما يقول المسؤولون عن الجناح، هو الترويج لمعرض الشارقة الدولي للكتاب. وما يميز هذا الجناح هو عرضه لمشروع «ثقافة بلا حدود»، الذي بدأ عام 2008، ووزع 13.000 من مجموع 42.000 كتاب وهو الهدف المطلوب.
وشاركت قطر عبر ست مؤسسات هي «هيئة متاحف قطر» و«مؤسسة قطر - دار بلومزبري»، و«مركز الجزيرة للدراسات»، ووزارة الخارجية، ووزارة الأوقاف، والهيئة العامة للسياحة. ولم تشارك دور خاصة. وتشارك قطر في هذا المعرض منذ 2008، حين كانت الدول العربية ضيف شرف، لكنها غابت السنة الماضية.
ومن بين الدول العربية الأخرى، شاركت الكويت، ممثلة بـ«مركز البحوث والدراسات الكويتية»، التابع لمجلس الوزراء، بجناح صغير جدا، وبمعروضات قليلة أيضا، والبحرين ممثلة بوزارة الثقافة، التي، بتنسيق مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عرضت عددا من الكتب الجديدة لمؤلفين ومترجمين بحرينيين.
0 التعليقات :
إرسال تعليق