ليندا عبيد تشارك في مؤتمر الجامعة اللبنانية
حول الهوية والإنتماء
"سلالتي
الريح عنواني المطر" إشكالية الكينونة والهوية وقلق العبور إلى الذات
شاركت الناقدة الأردنية الدكتورة ليندا
عبيد أستاذة الأدب العربي الحديث في جامعة اليرموك، في مؤتمر الجامعة اللبنانية الذي
حمل عنوان "العلوم الإنسانية والتعليم العالي واقع وآفاق، الذي عقدته الجامعة
اللبنانية في بيروت الأسبوع الماضي، وشاركت فيه نخبة من النقاد واللغويين والإعلاميين
العرب.
وكانت مشاركة الدكتورة عبيد ضمن المحور الرابع للمؤتمر
حول الهوية والانتماء حيث قدمت بحثا بعنوان "سلالتي الريح عنواني المطر: أرق الهوية
والانتماء وطقوس العبور إلى الذات" عن مجموعة الشاعر موسى حوامدة، تحدثت فيه
عن الهوية وتشكيل المثقف الواعي لما يدور حوله من ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية
وحول علاقته بالسلطة كون الإبداع يتغذى على الحرية وينكمش بحضور التسلطية التي تعد
نظام الحكم الأول السائد في المجتمعات الأبوية ضمن حركتين من الفعل ورد الفعل لذات
المبدع والسلطة وصولا للحديث عن الهوية عموماً وخصوصيتها بالنسبة للفلسطيني في السرد
والشعر.
وعن قلق الهوية والإنتماء في مجموعة سلالتي الريح قالت د. عبيد: يطلُّ أرق البحث
عن الهوية والانتماء من العنوان: "من يدلني علي؟" وإشكالية الكينونة والهوية؛
فالشاعر يسأل: من أنا؟ من أية سلالة أنحدر؟ ولأي عنوان أعود؟ وإذ تنضاف السلالة للريح،
والعنوان للمطر، فإننا نقف على تعب الذات ورحابة مساحاتها وتعبها أمام تعاريج الحياة
واستلاباتها؛ فالعنوان مطر، بما بالمطر من حرية وحياة ودفق وجموح وجنون. والسلالة ريح،
بما بالريح من انفلات وعبثية، وانعدام تأطير أو تحديد، وقد قالوا: "كل شيء قبض
ريح". فتخرج السلالة من الأطر والتسميات، ويصير الإنسان إنسانا ينتمي لكل جنس
وسلالة وكل مكان؛ فماء الشهوة واحد وأصوله
ترتد لآدم ولحواء الخطيئة، مما ينزع القدسية عن أحد، وتصير خطيئة الأزل طريقا لخطايا
الواقع بانزياحاته، فلا تدري الذات إن كانت روسية أم إسبانية أم لديها عمة أو خالة
من هنا وهناك. كل شيء قبض ريح، ولا تستطيع الكفُّ الإمساكَ به، تماما مثلما يجعلك الشاعر
داخل ديوانه راكضا خلف انزياحاته البلاغية ومفارقاته وكثافة استعاراته، فتحاول الإمساك
بالمعنى المؤطر ببنى وتراكيب لغوية فينفلت بعيدا، وترتعد روحك في التهويم خلفه عبر
مضامين شعرية غنية يوظف الشاعر لها تكنيكات شعرية ولغوية مختلفة عبر مقطوعات وقصائد
متفاوتة الطول.
وأضافت قائلة: إنّ الذات في" سلالتي
الريح عنواني المطر" ذات متعبة أنهكها الترحال، وتعاريج الحياة والتواءاتها، توقظ
الماضي وترتله، حيث الريف والطبيعة البكر، وحيث البساطة وحضن الوالدين والوطن، ثم تتحرك
بحركة شعرية ثانية إلى الواقع، فنجد الحاضر قد استحال استلابا وحزنا وغربة وضياعا،
فتتبدى الخيانات والخيبات والوشايات والخديعة،
ويهيمن الموت والرحيل والانكسار، ويولد التمرد جامحاً يكسر عصا الطاعة، وتقترب الذات
من نبيذ الفكرة والوجع، وتصير القصيدة دعوة لنفض غبار الماضي والانكماش داخل بطولاته
وحكاياه، بينما نترك الواقع المتهالك بظروفه المختلفة عبئا ثقيلا يأكل أرواحنا بلا
اكتراث أو سلوك فاعل، فتتجلى القصيدة ثورة كامنة الإيقاع تتوثب للصراخ ولا تصرخ، تقف
على حافة الرغبة ولا تكون.
وتضيف الأستاذة والناقدة الأردنية د.
عبيد:
يتحرك هذا الديوان بين ثنائيات متعددة: فالأبوة وما يقابلها من خديعة ورحيل
وموت؛ إذ يمتزج المذاقان معا، والماضي يقابله الحاضر بما يطل منه من عذابات، والضوء
مقابل العتمة، والحب والشهوة وما يقابلهما من إخفاق، والصداقة وما يقابلها من
خيانات، والمكان يبدو محمّلا بالحقيقة والجمال عبر ارتباطاته بأسماء كالسياب
والبياتي وسعدي يوسف، ثم حاملا لدنس الوشاية والسجون "سجن أبي غريب"
و"حريق الوشايات" و"فوق بلاط الخيانة"؛ فتصير عشتار وجبة
لهولاكو، ويصير الثناء للمومسات وخيانة الريح إدانة لانقلاب الموازين: " طوبى
للقتله
طوبى للقبور
طوبى للمومسات
طوبى لدم الخروف وخيانة الريح".
فالمقاييس مقلوبة، والثنائيات متطرفة في تقابلها حدا يظهر قماءة الواقع
ونزق الذات الشاعرة منه.
وفي ختام المؤتمر قام رئيس الجامعة اللبنانية
الدكتور عدنان السيد حسين بصحبة مدير كلية الآداب بالجامعة اللبنانية الفرع الأول الأستاذ
الدكتور نبيل الخطيب بتقديم شهادة تقدير للدكتورة ليندا عبيد على ورقتها النقدية
المتميزة، التي أثارت حواراً ونقاشاً حول هوية الفلسطيني الضائعه لغياب الفضاء المكاني
والحديث عن الاغتراب وصولاً للبحث عن انعتاق بالتفتيش عن هوية الإنسان المشترك بالهموم
ودنس الخطيئة والتطلعات.
شرح صورة:
د. ليندا عبيد تتسلم شهادة تقدير من
رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين بصحبة مدير كلية الآداب الأستاذ
الدكتور نبيل الخطيب في بيروت.
0 التعليقات :
إرسال تعليق