إدريس الخوري: أنا لست مخلوقا للحج ولا لغيره من الطقوس الدينية*

إدريس الخوري: أنا لست مخلوقا للحج ولا لغيره من الطقوس الدينية*
عندما فتح ادريس الخوري عينيه على هوامش الدار البيضاء، كان والده «التروبادور» (عازف الوتر) قد عزف عن الحياة ولحقت به أمه في نفس السنة، فتكفل أخوه بتربيته ورسْمِ حياته: علمه القرآن، الذي حفظه وهو في الـ13 من عمره، واختار له «الكص» اسما عائليا. لكن الشاب ادريس مزق إطار أخيه وعاد إلى حياة والده التي عثر عليها في الأدب و»الحياة المحرمة»، واختار اسم «ادريس علال» ثم «الخوري» الذي يحيل على عائلة لبنانية اشتهرت بالأدب والموسيقى.
فوق كرسي اعتراف «المساء»، يحكي «بَّا ادريس» كيف اجتاز امتحانات الشهادة الابتدائية له ولأحد أصدقائه فرسب هو بينما نجح صديقه، فأصبح الناجح شرطيا، والراسبُ كاتبا مشهورا سيقدِّم محمد بنعيسى، عندما كان وزيرا للثقافة، كتاباته إلى نجيب محفوظ، قائلا: هذه أعمال أهم كاتب قصة في المغرب.
وعلى كرسي الاعتراف أيضا، سوف نغوص داخل «الوقائع الغريبة» لعلاقة الخوري بالكتابة والحياة رفقة صديقيه: محمد زفزاف الذي يعتبره روائيا كبيرا لم ينل حقه من الاعتراف، ومحمد شكري الذي يقول إنه كان كذابا ووقحا وأنانيا.. ومن عمق ذاكرته القوية، يحكي «با ادريس» عن طرائف علاقته بالصحافة والرياضة والمسرح والسينما.. وحكاياته مع «أدب القذافي» و«ساعة صدّام حسين».
- في نهاية التسعينيات، تأسست «رابطة أدباء المغرب» لكي تكـُون إطارا حصريا لمحترفي الأدب، عكس «اتحاد كتاب المغرب» الذي اعتبر مؤسسو «الرابطة» أنه يتساهل في منح عضويته حتى نالها من لا يستحقها من كتاب الأدب وغيرهم. لكن البعض، ومنهم أنت، اعتبر أن تأسيس «الرابطة» كان مجرد رد فعل من القاص والروائي أحمد المديني على «إقصائه» من رئاسة اتحاد كتاب المغرب؟
< في هذه المرحلة التي تتحدث عنها، لم يكن هناك أي خلاف داخل اتحاد كتاب المغرب، بل كان ثمة خلاف مفتعل من طرف أحمد المديني الذي أراد أن يترشح لرئاسة الاتحاد، لكنه لم يكن مرغوبا فيه من طرف المؤتمرين نظرا إلى سلوكه الأرعن وانتهازيته، وبعدما تم رفضه أسس ما سمي بـ«رابطة أدباء المغرب» ضدا على اتحاد كتاب المغرب. ولازلت أتذكر جيدا أنني ساهمت في ندوة تكريمية لمحمد زفزاف في كلية الآداب، نزولا عند رغبة المديني كصديق قديم تربطني به علاقة تاريخية، لكنني أخذت قرارا بإنهاء هذه العلاقة، لأنه أساء إلي كثيرا بنميمته الخبيثة وادعاءاته المغرضة وأكاذيبه، وأنا الآن مرتاح من «هاذ الصداع ديال المديني». لقد كان المديني يشتم حسن نجمي وينعته بـ«المزابي»، نسبة إلى مسقط رأسه، ببني احمد، في حين أنه هو بدوره من أصول بدوية من اولاد حريز ببرشيد؛ كما أن المديني يكره محمد برادة، ويتحدث بالسوء عن محمد الأشعري، وعن كتاب آخرين؛ وهو أيضا لا يتوقف عن الإساءة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي وجريدته، لكنه لا يتورع عن مهاتفة محرري الجريدة طالبا منهم الاهتمام بنشر مواده الأدبية من قصة ومقالة.
- ما حقيقة أن أحمد المديني كان يُروج عنك أنك حصلت على مأذونيتي نقل «2 كريمات» من الأمير مولاي رشيد؟
< نعم، هذا ما قاله المديني لمحمد زفزاف في بيته، وقد أجبت زفزاف بأنني أتحدى المديني أن يثبت حقيقة ادعاءاته ويأتي برقميْ المأذونيتين أو بأي دليل على استفادتي منهما.. وقد رفعت هذا التحدي لأن ما روجه عني المديني هو محض كذب وافتراء.
- ما حكاية صحافي «التجديد» الذي تسبب في ضياع حقيبتك، قبل أن يفقد بدوره حقيبته التي لم تكن تحتوي إلا على عقد الزواج، عندما كنت ضمن الوفد الصحافي الذي رافق الملك محمدا السادس خلال زيارته الأولى لأمريكا في 2004؟
< إلى الآن لا أعرف كيف ضاعت مني تلك الحقيبة البنية. ما حدث هو أنه لدى خروجي من مطار جون كينيدي في نيويورك، بادر صحافي من جريدة «التجديد»، لا أعرفه، إلى مساعدتي في حمل الحقيبة، وعندما توقفت حافلة لنقلنا إلى مطار «لاغوارديا» للذهاب إلى واشنطن عبر الخطوط الداخلية، فقدت الحقيبة. وعند وصولنا إلى العاصمة الأمريكية، اتصل أحد العاملين في الخطوط الجوية الملكية بإدارة مطار نيويورك فنفوا وجودها، عندها منحني الصديق عبد الحفيظ الرويسي، الذي كان حينها مديرا لمؤسسة «ماروك سوار»، مبلغ 300 دولار لاقتناء ثياب جديدة. أما عن حكاية «عقد النكاح»، فالأمر يتعلق بنفس صحافي «التجديد» الذي استقل سيارة أجرة للعودة إلى فندق «ويستين»، حيث كنا نقيم، وأذكر أنني كنت رفقة كل من علي أنوزلا وطلحة جبريل نحتسي «أبيريتيف» في انتظار موعد تناول وجبة الغداء، فإذا بهذا الشاب يقف جنبنا وهو في حالة قلق.. سألناه عن السبب فأجاب بأنه نسي حقيبته في سيارة الأجرة. فكان طبيعيا وهو على تلك الدرجة من الانزعاج أن نسأله: هل ضاع منك جواز سفرك؟ لا؛ «لفلوس» لا؛ وماذا كان في الحقيبة؟ «لقد ضاع مني «كاغيط النكاح»، أجاب؛ وطبعا، فقد ضحكنا لدى سماعنا الجواب وعلمنا بطبيعة المنغص الذي أقلق راحة صحافي «التجديد»، إلا أن الأخير سيستعيد حقيبته بعد مدة، إذ سيأتيه بها سائق سيارة الأجرة إلى غاية الفندق.
- عندما كنت صحافيا في جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، حدث أن كانت «قرعة الحج» من نصيبك، لكنك اعتذرت عن أداء هذه الشعيرة المهمة التي تعتبر الركن الخامس من أركان الإسلام؛ لماذا؟
< في ما يتعلق بالحج، لم أكن أتوقع أن تقع القرعة علي، ذلك أنني تساءلت مع نفسي: كيف سأصبح «حاجا» وأنا أوجد خارج المنظومة الرسمية للمجتمع!؟ ثم إنني لا أستطيع تحمل الحرارة المفرطة ولا ازدحام الحجيج الكثيف، لذلك تنازلت عن «نوبتي» للأخ ابراهيم فرحان، وكان «شاوش» عندنا في مكتب الجريدة بالرباط، وقد نفقة بها كثيرا وأصبح «حاجا» رسميا، وبعد هذه الحجة الأولى سيحج ثانية ولكن هذه المرة على حساب «اتحاد الكتاب» الذي ما يزال يشتغل به إلى الآن. شخصيا، لست مخلوقا للحج ولا لغيره من الطقوس الدينية التي لا أؤمن بها مطلقا. هناك كثير من الناس الذين حجوا ثم صاروا سيئين تجاه عائلاتهم وأصدقائهم. أمثال هؤلاء يذهبون إلى الحج لشراء صفة «حاج» ليس إلا، فكيف يكون الحاج حاجا حقيقيا وهو يستعبد عماله من الصباح إلى المساء، وهو صاحب حانة، وذهب إلى مكة من مداخيل بيع الخمور؟ أنا لا أفهم هذا الأمر الذي ينطوي على ازدواجية في الشخصية التي يجتمع فيها الإسلام
 ونقيضه.
- بعد تنازلك عن «قرعة الحج» لبواب الجريدة، تم ترشيحك ثانية لإقامة العمرة؟
< نعم، لقد تم ترشيحي من طرف الشبيبة الاستقلالية لأداء العمرة، لكن السفارة السعودية بالرباط رفضت إعطائي تأشيرة الدخول إلى أراضيها.
مقتطف من سلسلة حواركرسي الإعتراف مع الكاتب والصحفي إدريس الخوري عن جريدة المساء
حاوره سليمان الريسوني


شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار