ربع سكان العالم العربي
يعانون من البطالة، والتكاليف المادية لهذه المعضلة تتراوح بين 40 و50 مليار دوﻻر،
ويتعين على الدول العربية أن توفر 80 مليون فرصة شغل مع حلول العام 2020، فكيف السبيل
لتحقيق هذا التحدي الضخم في غياب أو ضعف التكامل الإقليمي والعربي، وفي ظل التفاوت
الكبير بين الدول العربية وبيئة ومناخ دولي يتسم بانكماش الاقتصاد العالمي وارتفاع
معدﻻت البطالة والفقر.
يزداد الوضع خطورة إذا
عرفنا أن البطالة متفشية أكثر في أوساط الشباب ولدى حملة الشهادات العليا على وجه التحديد،
وسط اقتناع بأن التكامل مفقود بين التعليم والبحث العلمي وسوق العمل في العالم العربي،
وهذا ما حاول المؤتمرون بحثه على ضوء التقرير الـ6 لمؤسسة الفكر العربي، الذي تناول
ظاهرة البطالة في البلدان العربية وآثارها السلبية على الاستقرار والتماسك الاجتماعي.
وقد أقيمت جلسة اﻻفتتاح الرسمي بحضور رئيس مؤسسة الفكر العربي، الأمير خالد الفيصل،
حاكم مكة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي.
وقد عقدت أمس عدة ورشات
عمل وجلسات، تصدرتها الجلسة المغلقة التي جمعت مديري 16 وسيلة إعلامية مرئية ومكتوبة،
من بينها “الخبر” التي كانت الراعي الإعلامي الحصري من الجزائر لمؤتمر “فكر 12”. وتمحورت
الجلسة، التي حضرها أيضا باحثون وأساتذة جامعيون في مجال الإعلام ووزيرة الثقافة الأردنية،
حول دور وسائل الإعلام في تشجيع ثقافة العمل، ومن ثم المساعدة في خلق فرص العمل ومكافحة
البطالة.
وقد اشتد النقاش بين متدخلين
يحملون الإعلام مسؤولية استفحال ظاهرة البطالة وعدم التركيز والتشجيع على ثقافة العمل
باعتباره انعكاسا للسياسات التي تسطرها الدول، وبين من يؤكد أن وسائل الإعلام يجب أن
تعكس تطلعات المواطن وانشغاﻻته وأن تعمل بحرية تامة واحترافية تمكنها من انتقاد وتعرية
السياسات الفاشلة للحكومات في مجال التشغيل.
وقد أكد مدير نشر يومية
“الخبر”، السيد شريف رزقي، في مداخلته، على أهمية توفر عوامل عدة لتشجيع خلق فرص عمل
جديدة وفي مقدمتها توفير البيئة والمناخ المشجع للاستثمار والاستثمار المنتج على وجه
الخصوص. كما شدد، فيما يتعلق بالحالة الجزائرية، على ضرورة القضاء على البيروقراطية
الإدارية ومحاربة الفساد المتفشي في دواليب الإدارة والرشوة التي تمثل أهم العراقيل
في وجه الاستثمار، فضلا عن أهمية حل مشاكل العقار ومحاربة أصحاب المصالح والنفوذ الذين
يعملون على عرقلة الاستثمارات ليتسنى لهم تحقيق أرباح طائلة، من خلال عمليات الاستيراد
الواسعة التي نخرت خزينة الدولة. وثمن مدير نشر يومية “الخبر” مختلف البرامج التي سطرتها
السلطات للتقليص من حدة البطالة، كبرامج تشغيل الشباب التي حققت نتائج، لكنها تبقى
بعيدة عن حجم الاستثمارات التي سخرت لها. وتم، خلال اللقاء، التطرق إلى أهمية العدول
عن خلق وظائف وهمية، سيما في الدول العربية البترولية كالجزائر والكويت والسعودية،
والكف عن اعتبار الدولة، منذ عقود، بمثابة البقرة الحلوب، فالدولة معروف عنها أنها
رب عمل فاشل. وأجمع المتدخلون على أن التدريب والتأهيل أمر حيوي ويتعين أن تلعب المعاهد
والجامعات دورها في تلبية احتياجات سوق العمل، ﻻ أن تكوّن حاصلين على شهادات في البطالة.
كما أكد مديرو الوسائل الإعلامية على أهمية تعزيز دور القطاع الخاص والتعاون بينه وبين
القطاع العام، لأن البطالة آفة تؤثر على استقرار البلد برمته
0 التعليقات :
إرسال تعليق