كيف عثر كويلهو على المخطوطة ؟
ذكر كويلهو في التمهيد للكتاب قصة الشقيقين الذين
كانا يبحثان عن مكان يستريحان فيه (1948) فوجدا جرة مليئة بأوراق البردي في كهف في
منطقة حمرة دوم بمصر العليا ، وكيف تخلصت الأم من هذه الأوراق تفادياً للطاقة السلبية
بحرق بعضها وتسليم البعض الآخر للكاهن الذي قام ببيعها إلى المتحف القبطي في القاهرة
وهناك سميت (مخطوطات نجع حمادي) .
أوراق البردي هذه ترجمات إغريقية لنصوص كُتبت بين
نهاية القرن الأول قبل الميلاد والقرن 180 الميلادي وتُشكل مجموعة كتابات معروفة باسم
(الأناجيل الأبوكريفاوية ) المشكوك في صحتها لأنه لم يتضمنها الكتاب المقدس .
1974 اكتشف عالم الآثار الانكليزي (والتر ويلكينوس
) مخطوطة أخرى مكتوبة بثلاث لغات (العربية – العبرية واللاتينية) وبعد اختبارات الكربون
تبين أن الوثيقة حديثة العهد نسبياً وتعود إلى احتمالات 1307 قبل الميلاد ، كان من
السهل الاهتداء إلى منشئها مدينة عكرا خارج الأراضي المصرية .
وعن طريق ابنة (والتر) 1982 تسلم باولو نسخة من
النص وقام بنسخه في هذا الكتاب في 30 نوفمبر 2011.
كويلهو يتبع خطا جبران خليل جبران في كتابه النبي
بطريقة عرضه لما جاء بالمخطوط .
يستعرض باولو ما جاء بالمخطوطة عن طريق فتح الأبواب
ونشر المحبة والموعظة ، وما إن يخرج من باب حتى يلج آخر بذات الحكمة والطمأنينة .
في الحديث عن الهزيمة والمهزومين يقول : (والسرد
هنا للرجل القبطي) الذي يخطب في العامة .
(أوتشعر ورقة ، وهي تسقط من على غصن شجرة
شتاءً ، بأن البرد هزمها ؟
تقول الشجرة للورقة ، هذه دورة الحياة ،قد تخالين
أنك فانية ، لكنك فيَّ تحيين ، بفضلك أنا حية ....)
أما المهزومون فهم اولئك الذين لا يعرفون الفشل
الهزيمة هي لأولئك الذين رغم مخاوفهم يعيشون بحماسة
وإيمان
الهزيمة هي للبواسل . وحدهم سيعرفون شرف الخسارة
وفرح الربح .
أما في تفسيره للعزلة يقول : ليست العزلة غياباً
للحب ، بل مكمل له
ليست العزلة غياباً للرفقة بل هي اللحظة التي تتحرر
فيها روحنا لتحدثنا وتساعدنا على اتخاذ قرار في شأن حياتنا .
بلا عزلة ، لن يطيل الحب بقاءه إلى جانبكم ، وكما
أن الحب شرط إلهي فالعزلة أيضاً شرط بشري .
يترك باب الهزيمة والمهزومين وباب تفسير العزلة
إلى الولوج في باب الجمال فيقول :
الطبيعة تواقة للجمال ولا تشعر بالرضا إلا عندما
يمجد الجمال
جمال الخَلق هو جمال الخُلق المرئي ، يتجلى في النور
الذي يفيض من مقلتينا والعينان مرآة الروح تعكسان كل ما يبدو مستترا .
ولمن جاوزه الحب يقول: لكي تتمنكوا من سماع كلام
الحب ، عليكم أن تسمحوا للحب أن يدنو منكم .
الحب الحقيقي هو الحب الذي يستميل ولا يُستمال
الحب فعل إيماني وليس تبادلاً
الحب هو هدفنا الأسمى في الحياة والباقي لا شيء .
خلال مرور الرجل القبطي في باقي فصول المخطوط يتحدث
عن الماضي وكيف لا يمكن الرجوع إليه لأنه مات . بل علينا المضي قدماً مع بزوغ كل فجر
جديد وكأن حياتنا كل يوم تولد من جديد .
بلقاء الجسد والروح تملأ الطاقة الإلهية كل شعرة
منا ، كل ما هو روحاني يتجلى بشكله المرئي وكل ما هو مرئي يتحول إلى طاقة روحانية
. بهذا الوصف يصف القبطي الجنس في سماته العليا .
يحذر من خطر المجتمعات وتشويهها للنفس البشرية الصافية
، يمجد الصداقة ، يصف كيف تكون الأناقة لازمة للنفس والروح ، والمعجزات التي تصادفنا
رديفة الحب الذي يغمرنا فجأة ، أما القلق فهو المصاحب الطبيعي للقلوب الشغوفة المتأملة
وهو جزء من الحب
.
في نهاية شروحات القبطي لكل باب ،يهنأ العموم بما
سمعوا فيقول :
طوبى لأولئك الذين يسمعون هذه الكلمات أو يقرؤون
المخطوطة ،لأن الحجاب سيشق من أوله إلى آخره ، وما من مستور لن يكشف أمامكم .
اذهبوا بسلام .
بهذا الكتاب يستعرض باولو المفاهيم الكبيرة من هزيمة
وعزلة وعداوة إلى المستقبل والوفاء والجمال والأناقة ... ربما فعل كل ذلك ليدخل إلى
أسرار حياتنا الذاتية أو إلى واقعنا ويتحدث عنهما ... وهو يستبق الشروحات على أنها
ما جاء في مخطوطة وجدت قبل أكثر من ألف عام ؟؟؟؟
* شاعرة من فلسطين تعيش في الشارقة
0 التعليقات :
إرسال تعليق