رأس الخيمة - صدر قبل أيام، عن دار نون للنشر الإماراتية
ومقرها الرئيس رأس الخيمة، الطبعة الأولى من كتاب الطرائف القصصية "المستطرف الليلكي"
وهو جهد مشترك للكاتبين خطيب بدلة وإياد جميل محفوظ تتوزع نصوصه الاثنين والثلاثين
على مائة وستين صفحة، أما الغلاف الذي حمل لوحة للفنان العالمي فان جوخ فقد صممه خالد
الناصر.
ينتمي هذا الكتاب السردي إلى جنسٍ خاصٍ من السرد، سرد
الطرائف التي تحدث دائماً في حياتنا اليومية، فلا نتوقف عندها كثيراً أحياناً، أو لا
نميل لتوثيقه ونكتفي بالرواية الشفوية في نقلها لتموت من الذاكرة، والجديد في هذا الكتاب
أنه يقف أكثر عن هذه التفاصيل الطريفة في تفاصيل يومنا ويوثقها لتبقى سرداً بطابع فكاهي.
هذا الشكل من السرد ليس جديداً بالأدب العربي، فكما
يشير الكاتب خطيب بدلة في تقديمه الموجز للكتاب، وفي معرض روايته لفكرة شراكته في هذا
الكتاب مع صديقه الكاتب إياد جميل محفوظ: أن كتابةُ الطرائف ليست حكرا على أحد، بل
إنه يسرد أمثلة لكتّاب طرائف في التراث العربي ممن اشتغلوا في صناعة الطرائف، وجَمْعِها،
وتدوينها، وإصدارها في مؤلفات حازت شهرة واسعة.. كالأبشيهي، وابن الجوزي، وأبي فرج
الأصفهاني، والجاحظ، وأبي حيان التوحيدي، وعزيز نسين، وهادي العلوي، وبوعلي ياسين..
ومن أبرز الكتاب الذين اشتغلوا في موضوع الطرائف العلامة الحلبي الكبير خير الدين الأسدي،
فقد جمع، في كتابه الفريد (موسوعة حلب المقارنة) عدداً لا يُستهان به من الطرائف..
ثم طُبع كتابه (الفَوات) متضمنا الطرائف التي حالت دوائر الرقابة دون نشرها ضمن الموسوعة..
فكان درة فريدة في عالم الطرائف. كما ويشير أيضاً إلى أن تكنيك هذا النوع من الأدب
الساخر لم يقتصر على الأدب العربي بل إنه كان ولا يزال حاضراً بالأدب العالمي مسترشداً
بقصص الأديب الروسي أنطون تشيخوف، المبنية معظمها على طرفة ما.
يذكر أن القاص والصحافي والسيناريست خطيب بدلة من مواليد معرتمصرين في إدلب شمالي سورية سنة 1952 وله مجموعة إصدارات قصصية
سابقة من بينها "حكى لي الأخرس- سخريات صغيرة"، عودة قاسم ناصيف الحق، امرأة
تكسر الظهر، حادث مرور، التداوي بالأدب، حب بعد الخمسين، وإصدارات أخرى يصل مجموعها
إلى أربعة عشر كتاباً إلى جانب أعمال تلفزيونية درامية أخرى.
أما الكاتب إياد جميل محفوظ، وهو من مواليد مدينة حلب،
والذي يقيم في مدينة العين الإماراتية، وهو رياضي سابق مارس الرياضة سنوات طويلة في
نادي الاتحاد الحلبي، وفي منتخب سورية الوطني لكرة السلة، وشارك في كثير من البطولات
العربية والدولية، أسس جائزة الدكتور جميل محفوظ للإبداع القصصي في سورية وهي جائزة
خاصة بالقصة القصيرة. وله مجموعة مؤلفات بالقصة
القصيرة من بينها: أحلام الهجرة العكسية، بين فراغين، سياحة شرقية، ينابيع الحياة،
إيقاعات الروح المنسية، الشاطئ الآخر، حافلة بلا ذاكرة.
جدير بالذكر دار نون للنشر، هي دار نشر إماراتية، تأسست
في العام 2012 كمحاولة جادة للمساهمة في تقديم رؤية جديدة لواقع النشر في المنطقة العربية،
فطرقت منذ تأسيسها أبواباً غير مسبوقة في رفد المكتبة العربية بإصدارات من ثقافات مختلفة،
واهتمامات متنوعة، والعمل على نشر الأعمال الأدبية والنقدية والفلسفية المرتبطة باهتمامات
المثقف والمجتمع العربي، وسد النقص الحاصل في عدة مجالات تفتقر لها المكتبة العربية
كالنقد السينمائي والترجمات الشعرية عن لغات لم تترجم بشكل موسع إلى العربية من قبل.
كما سعت الدار منذ تأسيسها إلى خلق جسور تواصل مع جيل
الكتّاب من جميع الأجيال، سواء الذين لم يجدوا فرصة دعم لنشر أعمالهم، عبر تبنيها مجموعة
من الكتب التي بدأتها بمجموعة إصدارات شعرية لكتاب شباب، أو لكتاب لم يصدروا من قبل
كتباً مطبوعة، ولا تقف فقط عند تبني الكتاب وطباعته ونشره إنما تسعى لإشراك الكاتب
في المردود المادي للكتاب، بالإضافة لمساهمتها في إقامة الفعاليات المتعلقة بالكتاب
الصادر من حفلات توقيع وأمسيات وندوات للكتاب وتقديم الكاتب ونتاجه للقراء بشكل يليق،
وأقامت وتقيم أياماً ثقافية مختصة بالتعاون مع مؤسسات مختلفة، كأيام الشعر السويدي
التي أقيمت بدولة الإمارات في أكثر من إمارة ومركز ثقافي ودعي لها عدة شعراء سويديين.
0 التعليقات :
إرسال تعليق