افتُتحت منذ أيام استجابة لتحولات الألفية الثالثة مكتبة بيرمينغهام الأحدث في بريطانيا


شهدت مدينة بيرمينغهام البريطانية، منذ أيام قليلة، حدثاً ثقافياً فائق الأهمية، يتمثل في افتتاح مكتبة حديثة تتوافر فيها شروط الحداثة التكنولوجية بمتفرعاتها المختلفة. وأمل عمدة المدينة أن يتحول هذا الصرح الضخم، بلغت تكلفته قرابة الـ300 مليون دولار، إلى حجر أساس في الارتقاء بالصورة الحضارية لبيرمينغهام في عصر التطور التقني والعولمة والحاجة الى وسائل ثقافية مغايرة. وقد زيدت مساحة هذه المكتبة عن مثيلتها السابقة عشرين بالمئة، على الأقل. وعلّل المدير التنفيذي لهذه المؤسسة الرائدة، براين غامبلز، هذا التوسع في البناء والإنفاق، قائلاً في تصريحات لصحيفة "الإيكوندمييت" البريطانية: إن هدفنا جراء ذلك أن نتمكن، في أسرع وقت ممكن، من تحريك عملية التعليم والثقافة وإعادة الاعتبار الى تقاليد القراءة والكتاب، بشكل عام.
يندرج هذا الصرح الاستثنائي، بالمعايير التقنية، في سياق سلالة جديدة من المكتبات المتفوقة في أدواتها المستخدمة. بدليل أن مثيلاتها الصغرى، أو الأقل أهمية، تخوض حملة شرسة من أجل أن تتدبر أمورها المالية لتبقى صامدة في ظروف صعبة، وأن تنجح في نهاية المطاف، في أن تبقى على قيد الحياة. والأغلب، أن المكتبة المستحدثة في مدينة بيرمينغهام تنطوي على الوسائل والأدوات والإمكانات أيضاً التي تتيح لها فرصة ذهبية للتطور والاستمرار انسجاماً مع متطلبات المواطنين في العقد الثاني من الألفية الثالثة. وأضاف المدير التنفيذي، موضحاً، أن المخطط الجوهري للمكتبة يقوم على فكرة الانتقال من "الخدمات الإجرائية" الى "الخدمات المتحولة"، بحيث يتمكن رواد المبنى الجديد من طلب المشورة المالية، أو الاقتصادية، أو الاستفسار عن مواعيد الحفلات الموسيقية، أو توقيع الإصدارات الجديدة وسواها من النشاطات التي تصب في خانة الثقافة.
اللافت أنه بمقدور مرتادي المكتبة أن يتجولوا في الطبقات العشر للمبنى الجديد بتسهيلات كاملة للإطلاع على 400 ألف كتاب مجلد هي قوام المحتويات، إضافة الى مئات أخرى من آلاف الكتب والمخطوطات والإصدارات المكدّسة في مستودعات المكتبة. وقد أُلحق بالمبنى، مكتبة مخصصة للأطفال، قاعة كبرى للإعلام المرئي والمسموع والنشاطات الصحافية، مكتبة موسيقية، وصالة للمعارض التشكيلية.

يعلّق المدير على ذلك بالقول، إن التجوال بين الطبقات العشر أشبه ما يكون برحلة مشوّقة للاكتشاف والتعلّم والانبهار على نحو لا يبعث على الملل. وتتميز مساحات المكتبة من دون استثناء بخدمات الإنترنت السريع، موزعة على 240 حاسوباً، بمقدور المواطنين والسياح وسواهم استخدامها بسهولة. يعلّق المدير على توافر هذه الخدمات من دون أي معوّق يذكر، بأن بيرمينغهام هي المدينة الأكثر شباباً وفتوة في أوروبا، إذ أن أربعين في المئة من سكانها لم يتجاوزوا بعد الخامسة والعشرين. وقد أنشئت هذه المكتبة استجابة عملية لتطلعات هؤلاء، وانسجاماً أيضاً مع ثقافتهم الحديثة، خصوصاً في تكنولوجيات المعلومات.
شاركه

عن ABDOUHAKKI

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

أدب رقمي

حصريات

تكنلوجيا

بالصوت وصورة

سلايدر شو

.

صور فلكر

اخر الاخبار

:إبداع

عالم حواء

عن القالب

صفحتنا

اخر الاخبار